معرض تعـز الدولي الحادي العـاشر

Sample image 
إعلان معــرض تعـــز الدولي الحادي  العــاشر 
للكتاب و تقنية المعلومات
لعــــام 2014م       .....اضغط هنا للتفاصيل
أنت متواجد في : Home المؤسسة في وسائط الإعلام

 

 

       
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
  آخر المدارس الرسولية تعز .. حين زارها البحر
بقلم/ عبدالله عبدالحميد فرحان
نشر منذ: يوم واحد و 18 ساعة و 41 دقيقة
الأحد 06 مايو 2012 12:01 ص
حيثما وليت شطرك، تثرثر مئذنة جامع المظفر في ذاتك، فهي تحتفظ بتفاصيل المكان والزمان وتستأثر بملامح الوجوه والتطلعات العفوية، صامتة متأملة هي المئذنة، فعند أسفلها ينام السلطان المظفر شمس الدين يوسف ابن عمر بن علي بن رسول الغساني.
لا شيء يتغير هنا .. في هوايتها المفضلة تستغرق الحالمة تعز، ترسم على كل الجباه وكل العيون ابتهالات مدينة حالمة، فليعبدوا رب هذا الجبل، الذي يحرسها ويحرس فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى !!!.
هناك في الجبل .. استراحة الصبري عبدالله إبراهيم، لتعز وحدها الحق في الكلام والسرد، القصة طويلة، لا تختصرها عبارات الحياة والنشوة، ولا يزيديها تأمل عينيك إلا عطشا وحيرة .. حتى إذا حل المساء، سكنت النجوم إلى تعز، وعكست ضوءها على السماء ..!!
فتعز .. أنزلها الرحمن سحرا نقرأه.
وتعز .. مفردات الحسن وتعويذة العشق الأبدي.. وتعز .. محطة العبور بين الأرض والسماء .. مصيف كل الأولياء.
نعود لتعليمات السلطان الصارمة .. ليس لأحدٍ أن يوقظ السلطان حتى يُحمل إلى بابه كتاب القاضي مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي (الفيروز آبادي) المسمى “الأصعاد” محملا على رؤوس الرجال، مرفوعاً بالطبول والمغاني بحضور سائر الفقهاءِ والقضاة وطلاب العلم.
يهب السلطان من مقامه في حضرة تظاهرة الثقافة الأهم في اليمن، مفردات الانبهار والفخر تزاحم الوفود الحاضرة لحفل توزيع جائزة السعيد للعلوم والثقافة، يقف في المنصة عميد آل السعيد، يتحدث بابتسامته الصادقة ولغته العفوية البسيطة، ومحافظٌ شابٌ مثقلٌ بهموم محافظته وتطلعاته الذكية.
رائحة الورق والحبر تحتل كل المكان، بطاقة سفر للسياحة في الزوايا والزمن على بساط المعرفة، لغات العالم ذائبةٌ في مفردةٍ فريدةٍ يدعونها “مكتبة السعيد الثقافية”، حركة شفاه دؤوبة يرافقها صمت مقدس، وتعطشٌ رهيب لأوعية المعرفة اللامحدودة.
ما زلت هناك .. ينتزع فضولك المتمكن منك في قاعة المسكوكات التاريخية انبهارك بقاعة المخطوطات النادرة، في بيئة منظمة وراقية، وسلاسة في تقديم الخدمات لرواد المؤسسة، قاعدة بيانات حديثة متكاملة، إدارة حكيمة وفريق عمل مميز.
والمعرفة .. لا تختصرها جدران المؤسسة .. هي تمتد إلى كل المدارس وكل المؤسسات الأخرى، التبادل الثقافي، وتعزيز البنية الثقافية، رفد المؤسسات بأوعية المعرفة، تشجيع البحث العلمي، رفد المكتبة العربية بالعناوين الحديثة والهامة، تشجيع الموهوبين، حول ذلك كله بارك جلال العلم ونوره.
آخر المدارس الرسولية .. مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، البحر يمر من هنا، عشرات اللغات التي يحملها رواد الفكر والثقافة تحج إلى هذه المؤسسة، قوافل اللبان والمر تتوقف في تعز، ودائماً وأبداً كل الفنون تبدأ من تعز ..وإليها تنتهي.
فسبحان رب تعز !!!