معرض تعـز الدولي الحادي العـاشر

Sample image 
إعلان معــرض تعـــز الدولي الحادي  العــاشر 
للكتاب و تقنية المعلومات
لعــــام 2014م       .....اضغط هنا للتفاصيل
أنت متواجد في : Home المؤسسة في وسائط الإعلام

https://67.227.175.127/newsweekarticle.php?sid=119783

 

مهير زبيد في مؤسسة السعيد

 

عبدالله محمد عقد
الثلاثاء 14 سبتمبر-أيلول 2010
 إن غيّب الموت جسده – عنا- فإنه لن يغيب علمه، ذلكم هو الراحل الشاعر المؤرخ المحقق عبدالرحمن بعكر.. الحضرمي نسباً التهامي مولداً ..اليمني انتماءً، فقد صدر عن مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز ديوان «المهير» تحت عنوان «زبيد والفقيه مهير»  في (308) صفحات قدم الكتاب الأستاذ/فيصل سعيد فارع رئيس المؤسسة تحت عنوان بلاد طاب النسيم.
استعراض حُب ووفاء
يبدأ المحقق (رحمه الله) من ص(75-6) في استعراض الأهمية التاريخية والعلمية والسياسية لمدينة زبيد معنوناً ذلك بـ(زبيد أكسفورد اليمن) وماقامت به منذ انشائها حتى وقتنا المعاصر، سياسياً وتاريخياً واجتماعياً في وقفات ثلاث، ابتدأ ذلك من العهد الزيادي حتى اليوم، قال المحقق(بعكر) ص12 (نورد مقتطفات من المجد العلمي الذي تحقق لهذه المدينة منذ تأسيسها في العهد الزيادي وحتى اليوم بشيء من الايجاز، فيما لا يختلف فيه اثنان من أبناء جزيرة العرب هو أن زبيداً ثالثة ثلاث مدن شعث روحياً وعلمياً وأدبياً داخل الجزيرة وخارجها هما المدينتان المقدستان مكة والمدينة، ثم هذه الحصيبية الخضراء(زبيد)أ.هـ.
التي أنجبت العلماء الموسوعيين أمثال (ابن الربيع) و(الرياشي) وابن المقري) وغيرهم كثير وزبيد عند (بعكر)(عشتروت) الابداع الشعري اليمني فـ(إذا كان لتهامة فضل إنجاب ثلاثي عمالقة الشعر في اليمن وهم عمارة بن زيدان الحكمي توفي سنة (569هـ) وقد حقق ديوانه الأستاذ/أحمد عبدالرحمن المعلمي ومحمد بن حمير الوصابي، توفي سنة 650هـ وقد حقق ديوانه القاضي محمد بن علي الأكوع والقاسم بن علي بن هتيمل الخزاعي، عبدالولي الشميري فإن الأمر فيما يتعلق بالفرادة الزبيدية على سائر تهامة يذكرنا بمقولة المسعودي: (العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة) وهكذا فإن زبيد هي عشتروت الابداع الشعري اليمني يسلم لها الجميع فخورين مبتهجين، وأحسب أنه لو قدر لشعر شعراء(زبيد) أن تنظمه معلمة جامعة لأخذ بمجامع القلوب والمشاعر وعرض للمكان والزمان مايموج به هذا الوادي من عطاء شعري لايشيب ولاينضب)أ.هـ ثم جاءت الوقفة الثانية معرفة بـ(المهير) اسماً ونسباً ونشأة وثقافة حتى الوفاة، فيذكر المحقق أن اسمه هو أبوبكر بن علي المهير الزبيدي وأن نسبه الأول يعود إلى أهمول الحمرانية – بين موزع ومقبنة – وأهمول السلامة – قرية بحيس – معتمداً على عدة مصادر كالبريهي، والشرجي، وغيرهما وكما وجد في الديوان نفسه، يقول المحقق ص48 (وفي ديوان المهير الذي عنينا بتحقيقه وجعلنا هذا تمهيداً ومدخلاً إليه نصوص شعرية كثيرة تؤكد حيسية المهير قبل زبيديته)أ.هـ ثم يجمل الحديث عنه قائلاً: (ولد بالحمرانية من الأهمول بسنة 978هـ ثم انتقل به أبوه إلى حيس ومكث فيها طوال أيام نشأته ثم انتقل مع أبيه إلى قرية العبادية المعروفة حتى اليوم بهذا الاسم بين ريف حيس وريف زبيد – تتبع حالياً مديرية الجراحي – ثم دخلا معاً الأب والابن مدينة زبيد سنة1000هـ وهو في عنفوان شبابه واستقر مقامهما فيها حتى الوفاة وتم له الأخذ على كبار علماء وتألق نجمه في سماء الشعر وبها تزوج، وكانت وفاته سنة1059هـ ودفن بمقبرة الولي الصالح أبي بكر الحداد المعروفة حتى اليوم جنوبي باب القرتب)أ.هـ.
ديوانه وشعره الضائع
في هذا العنوان يسجل المحقق كيف تم الحصول على ديوان المهير وسبب ذلك وكيف تواصل مع أساتذه في زبيد بشأن ذلك أمثال: الأستاذ/محمد عبده زحيزي والأستاذ/محمد آدم المرزوقي والدكتور/خالد يحيى الأهدل رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بزبيد ثم تساءل المحقق – بعكر – عن غياب كل شعره العائلي بمن فيهم والده مؤكداً أن هناك شعراً مفقوداً مورداً شواهد لذلك.
أما عدد قصائد الديوان فهو(181) قصيدة أسقط المحقق منه القصيدة التي تحمل رقم(161) ص272 قائلاً: (وأبياتها تبلغ عشرين بيتاً وموضوعها خسيس ولهذا فمفرداتها وصورها ماتحت الحضيض من إسفاف وعفونة أضربنا عن إيرادها إعزازاً لمكانة الشاعر ودفناً للقاذورات).
- بواعث شعره
يرى المحقق أن بواعث شعر – مهير – متنوعة وهي:
- شكاواه الغرامية ومجاهراته الساخرة.
- حنينه إلى مراتع صباه.
- حسن اعتقاده في كبار مشيخة الصوفية.
- الرد على لامزيه وعايبيه.. إلى غير ذلك.
- نماذج من شعره
بالله قلي يابعيد المزار
في أيش تطيل البين والصدْ
وانا تلوى من  حوالي امدير
واكفي امدموع من خد في خدْ
واسايل الركبان إلى أين المسار
ولاسمعت أموصف من حدْ
ولادريت ما افعل ولا لي اصطبار
ولا حد عن خلي أنشد
- توشيح
أمسي أطوف من حول الأطناب
مثل امفقير من باب إلى باب
آشا علوم عن ركب الأحباب
وقال أيضاً في القصيدة رقم(6):
غاب عني حبيب قلبي المليح
كيف شااسلى وإلا شااستريح
ذي عظامي من أجنابي تصيح
ليس فيها ولاعظم صحيح
كيف شاحيا ومحبوبي استجاز
فحياتي حقيقتها مجاز
ليس للنوم إلى اجفاني مجاز
أحمل أتعاب وخلي مستريح
ومن القصيدة رقم(105) قوله:
ياظبي ياأهيف ياكحيل الرنا
شارفع إليك صوتي عسى تسمعه
يامن رمى صبه إليه حين رنا
بسهم نافذ في صميم اضلعه
يحل لك نهبي وقتلي أنا
وصحت لي ذا الأمر غير موضعه
وبعد فقد خدم بعكر الأدب بتحقيقه ديوان مهير «الملحون» وقد أحسنت مؤسسة السعيد بطبعه وتقديمه للمكتبة اليمنية والعربية، وبقي شعر المهير المعرب ينتظر من يخرجه من غيابات الضياع أو الإهمال.