الإثنين, 17-مارس-2014 |
حوار/ محمد صالح الجرادي توطئة : بالقدر الذي يبدو فيصل سعيد فارع – وهو أحد أعضاء مؤتمر الحوار ورئيس مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة - مطمئنا لمقررات مؤتمر الحوار الوطني على صعيد التنمية الثقافية ، ويراها ممكنة لتحقيق التحول الثقافي في البلاد ، إلإ أنه ينفي التوصل إلى ذلك بدون التوافر على إرادة سياسية داعمة ومساندة ويهمس فارع في آذان الحكومة التي تعول على الرأسمال التعزي للقيام بمهمة العاصمة القافية ، أن" هذا توجه خاطئ"!ويأسف لبقاء مشروع العاصمة الثقافية في حكم الإعلان دون البدء في توفير استحقاقاته حتى الآن.. • لنبدأ من كونك أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ، ثم علاقتك الوثيقة بالعمل الثقافي وترؤسك لأهم مؤسسة ثقافية أهلية هي مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة . هل مخرجات الحوار على صعيد التنمية الثقافية تلبي استحقاقات الواقع الثقافي واحتياجاته , وتخدم إمكانية تحقيق تحولات جوهرية على هذا الصعيد ؟ استطيع القول بقدر كبير من الثقة إن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل على صعيد التنمية الثقافية اتصفت بارتقائها إلى حد كبير إلى الآمال التي نرنوا إليها ، ذلك انها نصت على رؤى دستورية سيتم تضمينها في العقد الاجتماعي الجديد ، وتؤكد على أن الثقافة والتنمية الثقافية شرط لا غنى عنهما في التنمية المستدامة ، وبالتالي فإن هذه الاتجاهات للرؤى الدستورية التي خرج بها المؤتمر، قد استندت إلى قراءة تقييميه للمشهد الثقافي بمكل ما يعتريه من أوجه اختلالات بنيوية , وأزعم أن إمكانية تحقيق تحولات جوهرية في الواقع الثقافي ستكون متأتية وبخاصة إذا وضعنا بالاعتبار الموجهات والتشريعات والقوانين والأطر . المؤسساتية والسياسات التي منها : العمل على وضع خطة شاملة للثقافة اليمنية تعتمد على التواصل بالتراث الوطني والقومي والإنساني وتؤكد على حق التنوع والتعدد الثقافي وتنطلق من مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وأن الثقافة حق أساسي من حقوق المواطنين تهدف إلى تنمية وتكوين ثقافة وطنية متطورة ومتجددة قادرة على التفاعل الإيجابي مع مختلف جوانب التنمية , وتبنى إدراج التنمية الثقافية في الخطط والسياسات الوطنية الإستراتيجية وضمان استقلالية برامجها وضمان حصة مالية كافية من الناتج المحلي بما يلبي احتياجات المشاريع التنموية في المجال الثقافي , وإصدار حزمة تشريعية تكفل وتضمن نمو وازدهار حرية الإبداع الثقافي , وتدعم وتحمي المبدعين ,و كذلك إصدار قانون الملكية الفكرية وإلغاء القوانين المقيدة لحق المؤلف ,وغيرها من القوانين ذات الصلة بالأبعاد الثقافية واشكالها والأهم من ذلك هو أن يكون المثقفون ومؤسساتهم والجهات الرسمية ذات الصلة بالثقافة حاضرين ومتابعين لمستوى التقدم في تنفيذ مخرجات المؤتمر ومراقبين لذلك عن قرب للوصول الى الانجاز والفاعلية .
يقتضي الأمر لتحقيق فعل ثقافي حقيقي نقل الثقافة من موقع الهامش إلى صميم عملية صنع القرار،باعتبارها شرط لا غنى عنه في التنمية المستدامة وانطلاقا من وعي بروح العصر ونمط إنتاج المعرفة فيه وتوظيفها بكفاءة في جميع مناحي البنية الثقافية والاجتماعية ، وهو لن يكون ممكننا ما لم تتوفر إرادة سياسية لتحقيقه والأخذ بحزمة تشريعية وقانونية ناهيك عن الأخذ باستراتيجيات واعتماد خطط وسياسات وتدابير ملموسة معززة بتوفر موارد كافيه لترجمة ذلك إلى واقع ملموس .
• أشرتم إلى وجوب الإرادة السياسية لتحقيق هذا التحول، ماذا عن دور مفترض للثقافة والمثقفين في هذه المهمة ؟ الثقافة اليمنية في لحظتنا التاريخية تعاني من جملة عوامل قادت وتقود إلى تراجع حضورها وتأثيرها ومساهمتها فيما يعتمل في المشهد الوطني العام الذي يعاني برمته من جملة عوامل واختلال بنيوية جعلت بلادنا تتراجع عاماً إثر آخر في جميع مؤشرات التنمية ، والتنمية البشرية منها بالخصوص ، و الشاهد أن صورة المؤسسات الثقافية الرسمية منها والأهلية على تفاوت مستويات أدوارها وحدود نشاطاتها وأدوار المثقفين وحالة النكوص التي أدركت الكثير منهم لأسباب مختلفة تقتضي في لحظتنا التاريخية الراهنة وإثر مؤتمر الحوار الوطني بنتائجه الباهرة في كافة المجالات وخصوصاً المتصلة بالتنمية الثقافية العمل على الخروج من حالة محدودية أدوارهم والسعي إلى مراقبة مستوى الأداء باتجاه نفاذ نتائج المؤتمر الجد واضحة والنضال لجعلها متحققة في الواقع الملموس من خلال أدوات ووسائل عدة وان لا تعتبر ذلك بمثابة أثقال للكاهل وإنما موقفاً ضرورياً وهاماً .
• (تعز) عاصمة للثقافة اليمنية ..هذا المشروع الذي تم إقراره رسمياً خلال العام الماضي ..أين تتجلى مظاهره الأولية كمهتمين وكمسئولين، وهل تلمسون توجها جاداً باتجاه تفعيل خطوات القرار ؟ حسناً الأمر حتى الآن لم يتعد الإعلان عن المشروع ولم نرى له تجلياً ملموساً سوى ما تم الإعلان عنه من اتخاذ قرار بتعيين إدارة العاصمة الثقافية والسماع كذلك من أن هنالك موازنة خصصت لذلك و لثلاثة أعوام ما عدا ذلك لم نر شيئاً ملموساً وآمل أن نرى قريباً توفير بنى تحتية من مسارح ومتاحف ومكتبات عامة ومعاهد فنون وقناة ثقافية ومعارض للكتب والمنقولات والحرف اليدوية ومهرجانات مختلفة ووسائل للنشر الثقافي وصيانة وتوثيق وحماية التراث الثقافي المادي والشفاهي وسوى ذلك من أدوات التنمية الثقافية ذات الطبيعة الديناميكية .
• تراهن المؤسسة الثقافية الرسمية أو قل الحكومة على الرأسمال في تعز لتهيئة الأرضية المناسبة لأشكال ومشروعات العاصمة الثقافية وهو ما ذكره وزير الثقافة في لقائي الصحفي به العام الماضي ...هل نعتقد في صوابية هذا الرهان بمعزل عن الحديث أولا ً عن دور الدولة والحكومة تجاه هذا الاستحقاق؟ هذا الاتجاه خاطئ .
|